كتب الاعلامي و المحلل السياسي زياد الهاني على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك
نهاركم زين..
أحدثكم أصدقائي اليوم عن معركة داخلية غريبة يخوضها بعضي ضد بعضي، ومدارها الحياة وما بعدها!!
معركة تتواجه فيها إرادة التشبث بالحياة مسنودة بعاطفة الفؤاد وقسم من العقل من جهة، مع الدفع من جهة ثانية نحو حتمية الموت المادي والتحرر من أسر الجسد من قِبل قسم آخر من العقل والفؤاد يستعجل بدافع الفضول مقترنا بالشوق للقاء أبي وعناق روحه، الانطلاق نحو عالم ما بعد الحياة الجسدية توقًا لاستكشافه وكشف أسراره!!
منذ سنتين يخوض جهاز المناعة بجسدي معركة ضارية ضد صديق لدود يتمثل في خلايا سرطانية عنيدة تسعى للقضاء عليه.
لا أخفيكم أني أتابع بإعجاب خلاياي المتمردة وهي تقاوم باستبسال كل محاولات القضاء عليها. حيث ثبتت في مواجهة معالجة كيمياوية وإشعاعية مكثفة ومدمرة استهدفتها. ثم نجحت بعدها في الصمود أمام عملية جراحية كانت تفترض القضاء المبرم عليها. ومع ذلك ما زالت إلى اليوم تنبعث من رمادها كطائر الفينيق متشبثة بالقتال، تدفعها للرغبة في الانتصار عزيمة لا تلين.
إعجابي بعناد صديقي اللدود وقدرته على المقاومة، مرده أنه جزء مني ويحمل جيناتي. فمن الطبيعي بالتالي أن يكون عنيدا مثلي ويرفض الرضوخ والتسليم بالهزيمة.
آخر مناوراته كانت تعلقه بمواضع عصية على الرصد كمغاور جبال تورا بورا شرقي أفغانستان. فلا “السكانار” ولا الـ”إي آر آم”، ولا حتى الـ”پات سكان” المتوفر في تونس يمكنه كشف مواقعه الخفية نظرا لعدم توفر مادة الكولين المستوجبة في حالتي بسبب توقف الدولة عن استيرادها نظرا لعجزها المالي.
لكن صديقي اللدود لم يتوقع وهو في غمرة انتشائه بهذه الأخبار، أن بعضي العاقل سيكسر حصاره ويحوله إلى مادة للتحرر وحتى الفسحة!!
فبعد سنوات عديدة لم أحظ فيها بالسفر بما حرمني من متعة متابعة بناتي عند العودة وهنّ يقلّبن حقيبتي بحثا عن “الشكلاطة” التي جلبتها لهنّ، سيمكنني خلال أيام قليلة السفر لإجراء الـ”پات سكان بالكولين” في الخارج.
لا أدري إن كانت وجهتي ستكون باريس أو الدار البيضاء أو اسطنبول، لأني سأتجه حيث يتوفر لي الموعد الأقرب والأرفق كلفة لإجراء التصوير النووي، لكنها ستشكل في كل الأحوال فرصة جديدة بالنسبة لي لإعلان عدم التسليم واستدامة المعركة.
معركة أعتبر نفسي منتصرا فيها بعنادي في كل الحالات، لأن المنتصر أيّا كانت هويته يظل منّي ولي. فيما تظل إرادة الله التي لا رادّ لها هي الغالبة…
دُمتم أصدقائي سالمين، وحفظ الله لكم من تحبّون