جلسة اليوم تغيّر كل شيء: ماذا حدث بين المدب والبلايلي ولماذا غضب اللاعب؟…
علمت “نسمة سبور” عبر مصادر مطلعة داخل الترجي الرياضي التونسي أن جلسة عمل جمعت صباح اليوم رئيس النادي حمدي المدب بنجم الفريق يوسف البلايلي، وقد خُصص اللقاء بالكامل لمتابعة تطورات الحالة الصحية للاعب
وتحديد موعد العملية الجراحية المنتظرة، إضافة إلى مناقشة ترتيبات سفره إلى قطر من أجل إجراء العملية في أحد المراكز الطبية المتخصصة هناك.
وحسب نفس المصادر، فإن الجلسة دامت وقتًا مطولًا وتم خلالها عرض الملف الطبي للبلايلي بدقة، بما في ذلك الفحوصات الجديدة وتقارير الإطار الطبي، مع تقديم توصيات واضحة حول توقيت التدخل الجراحي ومدة الراحة المحتملة.
ويبدو أن العملية أصبحت ضرورية وغير قابلة للتأجيل، خاصة أن اللاعب يعاني من إصابة عضلية حساسة تتطلب تدخلاً نوعيًا حتى لا تتكرر مستقبلاً، خصوصًا في الروزنامة المكثفة التي تنتظر الترجي في الموسم القاري.
وبحسب ما توفر من معلومات، فإن موعد السفر إلى الدوحة سيكون مباشرة بعد استكمال الإجراءات الطبية الضرورية في تونس، على أن يخضع اللاعب لفحوصات إضافية حال وصوله إلى المركز القطري قبل إجراء العملية.
ويأمل الترجي أن تكون فترة التعافي أسرع من المتوقع، خاصة أن البلايلي يُعد أحد أهم ركائز الفريق سواء على مستوى صناعة اللعب أو خلق الفارق الهجومي في المباريات الكبيرة.
ورغم أن اللقاء كان تقنيًا وطبّيًا في جوهره، فإن الجماهير كانت تنتظر أن تتطرق الجلسة إلى ملف تجديد العقد، خصوصًا أن الإدارة كانت قد توصلت قبل أسابيع إلى اتفاق مبدئي مع اللاعب يقضي بتمديد العقد.لموسمين، بعد التفاهم على الراتب الشهري والمنح التحفيزية. غير أن إصابة اللاعب أوقفت كل المسار الإداري الذي كان من المنتظر أن يُحسم قبل نهاية أكتوبر.
نفس المصادر أكد أن موضوع التجديد لم يُطرح مطلقًا خلال الاجتماع الأخير، وأن رئيس النادي فضّل ترك الملف جانبًا إلى ما بعد تعافي اللاعب وعودته إلى التدريبات الجماعية، حتى يكون القرار مبنيًا على معطيات واقعية تخص جاهزيته البدنية وقدرته على تقديم الإضافة بالمستوى المنتظر.
من جهته، لم يُخف البلايلي – وفق نفس المصادر – انزعاجه من تأجيل الحديث حول التجديد، خاصة أنه كان يُفضّل منح الملف طابعًا رسميًا قبل الخضوع للجراحة، حتى يشعر بالاستقرار النفسي والمهني قبل فترة الغياب الطويلة المتوقعة. ويبدو أن هذا الأمر خلق حالة من البرود والتوتر بين الطرفين، لكنها لم تصل إلى مرحلة الخلاف المباشر، بل بقيت في إطار “عدم الرضا” من جهة اللاعب.
ويعتبر البلايلي أحد أهم الصفقات التي أعادت للترجي القوة الهجومية والروح القتالية، وقد نجح منذ عودته في صناعة ثقل كبير داخل المجموعة. ولذلك ترى الإدارة أن تمديد عقده يعد خطوة أساسية ضمن استراتيجية الاستقرار الفني للموسم القادم، خاصة في ظل المنافسة القارية القوية التي تنتظر النادي.
من الناحية الفنية، يرى عدد من المقربين من الإطار الفني أن البلايلي يحتاج إلى عملية جراحية دقيقة تضمن له العودة تدريجيًا دون مخاطر، خصوصًا بعد الإرهاق المتراكم الذي تعرض له في الأسابيع الأخيرة.
كما يرى الفنيون أن اللاعب لا يجب أن يستعجل العودة، لأن اللعب تحت الضغط البدني قد يجر إصابة مضاعفة تُهدد موسمه بالكامل.
وفي ظل هذا المناخ، تبقى إدارة الترجي مطالبة بحسن إدارة العلاقة بالتوازي بين الجانب الإنساني والرياضي والاقتصادي، خاصة أن أي ملف يخص نجمًا بحجم البلايلي تكون له طباعة إعلامية وجماهيرية قوية.
وبين من يرى ضرورة تأجيل التجديد لحماية مصلحة النادي، ومن يرى ضرورة حسمه مبكرًا للحفاظ على الاستقرار النفسي للاعب، يبقى القرار النهائي بيد المؤسسة التي توازن بين المعطيات الرياضية والمالية.
وفي مقابل ذلك، يؤكد عدد من العارفين بالملف أن الاتفاق المبدئي ما يزال قائمًا وأن لا أحد داخل الترجي يرغب في خسارة اللاعب، لكن الحسم الرسمي مرتبط بالعودة إلى اللعب، وهو ما يجعل فترة ما بعد العملية مرحلة مفصلية في مستقبل يوسف البلايلي مع الأحمر والأصفر.
كما أن النادي يدرس إمكانية إدراج امتيازات إضافية في العقد تشمل مكافآت خاصة في دوري أبطال إفريقيا، ومنحًا مرتبطة بالأهداف والألقاب، مما يجعل العلاقة بين الطرفين قابلة للتطوير، شريطة تجاوز الوضع الصحي الحالي بنجاح.
