خبير التحكيم جمال الشريف يكشف كل الحقائق حول ضربات الجزاء للترجي والإفريقي…
في أجواء مشحونة بالتوتر والاحتقان، أسدل الستار على دربي العاصمة التونسية بين الترجي الرياضي والنادي الإفريقي بنتيجة التعادل السلبي (0-0)، لكن ما بعد صافرة النهاية كان أكثر سخونة من مجريات اللقاء نفسه، بعد أن تفجّر جدل تحكيمي واسع حول عدد من القرارات التي وُصفت بـ«الحاسمة والمثيرة للجدل».
وقد تركزت الانتقادات أساسًا على ثلاث حالات تحكيمية رئيسية، أثارت غضب جماهير وإدارة النادي الإفريقي، ودَفعت الفريق إلى تقديم احتجاج رسمي إلى الجامعة التونسية لكرة القدم، مطالبًا بفتح تحقيق في أداء طاقم التحكيم وغرفة الـVAR.
أولى اللقطات الجدلية تمثلت في ركلة الجزاء التي منحها الحكم للترجي في الشوط الثاني بعد تدخل تقنية الفيديو، وهي اللقطة التي اعتبرها جمهور الإفريقي قرارًا غير منصف. غير أن الحكم الدولي السابق والمحلل التحكيمي جمال الشريف قدّم تفسيرًا مغايرًا، مؤكدًا أن القرار كان «صحيحًا من الناحية القانونية». وقال الشريف:
“الكرة اصطدمت بيد اللاعب أسامة السهيلي بعد أن أبعدها ياسين مرياح من مسافة قريبة، ويد السهيلي كانت في وضعية غير طبيعية وبعيدة عن جسمه، مما جعل الجسم أكبر بشكل غير مبرر. لذلك فإن ركلة الجزاء صحيحة بعد تدخل الـVAR، وتصحيح الحكم لقراره الأول كان في محله.”
في المقابل، طالب الإفريقي بركلة جزاء في الدقيقة 93 إثر لمسة يد محتملة على مدافع الترجي محمد بن علي، لكن الحكم رفض احتسابها رغم احتجاجات لاعبي الأحمر والأبيض، وعلى رأسهم معتز الزمزمي الذي تلقّى بطاقة صفراء. وهنا يوضح الشريف مجددًا:
“الكرة ارتطمت بقدم اللاعب أولاً قبل أن تصعد نحو يده، واليد كانت ملاصقة للجسم وفي وضعية طبيعية تمامًا. لا يوجد أي تعمد أو تكبير غير مبرر للجسم، وبالتالي فإن قرار الحكم بعدم احتساب ركلة جزاء كان صحيحًا بنسبة 100%.”
أما الحالة الثالثة التي أثارت النقاش فكانت تدخل حسام تقا على غيث الزعلوني في بداية الشوط الثاني، والذي رأى البعض أنه كان يستحق الطرد المباشر. لكن الخبير التحكيمي أوضح أن الإنذار كان كافيًا، مضيفًا:
“التدخل كان متهورًا لكنه لم يصل إلى درجة العنف المفرط. الحكم طبّق مبدأ إتاحة الفرصة ثم عاد ليمنح البطاقة الصفراء، وهو قرار سليم ومتوازن.”
وقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعد اللقاء بين مؤيد ومعارض، حيث اعتبرت جماهير الإفريقي أن فريقها «تعرض لظلم تحكيمي ممنهج»، بينما دافعت جماهير الترجي عن «نزاهة الحكم وصواب قراراته» مستندة إلى تحليل الخبراء.
ويُنتظر أن يواصل النادي الإفريقي تحرّكاته الرسمية، مطالبًا بـ«توضيحات حول آلية عمل غرفة الفيديو»، خاصة في ما يتعلّق بمعيار التدخل في الحالات المشابهة. وبين الجدل والغضب، يبدو أن الدربي رقم 137 لن يُنسى قريبًا، لا بنتيجته الفنية، بل بما خلفه من نقاش تحكيمي سيظل مفتوحًا لأيام قادمة.
