منخفض المغرب في طريقه إلى تونس: .محرز الغنوشي يحدّد الموعد

منخفض المغرب في طريقه إلى تونس: .محرز الغنوشي يحدّد الموعد

تشهد تونس خلال الأيام القليلة القادمة تقلبات جوية هامة، وذلك بالتزامن مع تحرك منخفض جوي قوي قادم من جهة المغرب، كان قد تسبّب في الساعات الماضية في اضطرابات كبيرة وأمطار طوفانية أودت بحياة عشرات الأشخاص، خاصة في إقليم آسفي، حيث تم تسجيل 37 حالة وفاة إلى حدّ الآن جراء السيول الجارفة.

وفي هذا السياق، كشف المهندس بالرصد الجوي محرز الغنوشي، اليوم الاثنين 15 ديسمبر 2025، أن هذا المنخفض الجوي العاصف في طريقه إلى تونس، ومن المنتظر أن يؤثر على الوضع الجوي بالبلاد انطلاقًا من النصف الثاني للأسبوع الجاري، وتحديدًا بداية من يوم الأربعاء 17 ديسمبر 2025.

وأوضح الغنوشي أن تونس بدأت فعليًا تدخل تدريجيًا تحت تأثير هذا المنخفض، إلا أن التقلبات المسجلة مساء اليوم الاثنين وفجر الثلاثاء لن تكون بنفس حدّة ما شهدته مناطق من المغرب الأقصى. وأكد أن الكميات المنتظرة خلال هذه المرحلة الأولى تبقى في المعدلات العادية لمثل هذا الوقت من السنة، دون تسجيل مخاطر كبيرة في الوقت الراهن.

غير أن التطورات الجوية المرتقبة خلال بقية الأسبوع تستوجب، حسب المختصين، درجة عالية من اليقظة، خاصة مع تعمّق تأثير المنخفض الجوي وامتداده نحو شمال ووسط البلاد. ومن المتوقع أن تصبح التقلبات أكثر فاعلية، مع تسجيل أمطار رعدية غزيرة قد تكون محليًا كثيفة، ما يرفع من احتمال تشكّل السيول وارتفاع منسوب المياه بالأودية والمناطق المنخفضة.

وفي السياق ذاته، أفاد المعهد الوطني للرصد الجوي في نشرة متابعة أن الوضع الجوي بداية من بعد ظهر اليوم الاثنين 15 ديسمبر وإلى غاية يوم غد الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 سيكون ملائمًا لنزول أمطار تكون مؤقتًا رعدية ومحليًا غزيرة، خاصة بالمناطق الغربية للوسط والجنوب. وأشار المعهد إلى أن أعلى الكميات المتوقعة ستتراوح بين 20 و40 مليمترا.

كما أوضحت نشرة المتابعة أن الأمطار ستشمل تدريجيًا مناطق الشمال والجهات الشرقية، بالتزامن مع هبوب رياح قوية قد تتجاوز سرعتها مؤقتًا 70 كيلومترًا في الساعة، خصوصًا أثناء ظهور السحب الرعدية، وهو ما قد يزيد من اضطراب حركة المرور والملاحة البحرية.

وبينما تشير التوقعات إلى تساقطات ثلجية مرتقبة بعدة مناطق من الجزائر بفعل نفس المنخفض الجوي، فإن التأثير الأبرز في تونس سيتركّز على الأمطار الرعدية الغزيرة، التي قد تكون مصحوبة بتساقط البرد في بعض المناطق، إضافة إلى نشاط الرياح القوية.

وتبقى هذه التوقعات قابلة للتحيين وفق تطور مسار المنخفض الجوي وحدّة تأثيره، حيث شدّد المختصون على ضرورة متابعة النشرات الجوية الرسمية أولًا بأول، والالتزام بتعليمات السلامة، خاصة في المناطق المعروفة بقابليتها لتجمع المياه أو القريبة من مجاري الأودية.

وتُعد هذه التقلبات الجوية جزءًا من التغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة خلال السنوات الأخيرة، والتي تتسم بتزايد حدّة الظواهر الجوية المتطرفة، سواء من حيث قوة الأمطار أو سرعة الرياح، ما يجعل الاستعداد المسبق عاملاً أساسيًا للتقليل من المخاطر المحتملة.

Exit mobile version