يوم حزين : المـــ،وووت والمرض يفجع الإعلامي سمير الوافي
كتب الإعلامي سمير الوافي – يوم حزين وقاسي… بينما أتألم وحدي على مرض شخص عزيز جدا عليّ … يزيدني خبر وفاة الصديق منصف خماخم حزنا على حزن… كأن سكينا يتحرك في جرحي القديم… الذي مازال مفتوحا منذ وفاة والدي رحمه الله …!!! رحم الله سي منصف خماخم…
لا أجد الكلمات بسهولة لتوديعه … لأنه ليس مجرد صديق عزيز بالنسبة لي… كان سندا ومشجعا لي في بداياتي في جريدة الصريح في بداية العشرينات من عمري … رجل طيب وكريم وصادق … عشت معه مواقف أعتز بها ولا تنسى .. أحب صفاقس حبا جنونيا متعصبا أعمى ولم يغادرها رغم كل الفرص والإمكانيات …
ولم يتخل عن فريقها وعن مشاغلها … وظل يدافع عنها في الرياضة وفي إتحاد الصناعة والتجارة وفي السياسة وفي البلدية … وكنت شاهدا على بعض المشاكل التي هددت وجوده قبل الثورة … بسبب تعصبه الشديد لصفاقس ودفاعه الشرس عن مصالحها… وقد دفع ثمن كل ذلك الحب الصادق …
وكلفه الكثير من مصالحه وأضعفه وأرهقه … وظل رغم المرض والمشاكل والنكران والجحود من أوفى وأخلص أبناء صفاقس … ولد وعاش وتوفي وسيدفن فيها … وأحبها من المهد إلى اللحد… رحمه الله واسكنه فراديس جنانه…!
أحاول أن أتماسك وأكتفي بما كتبت عن المرحوم منصف خماخم…. لكن النفاق أضعف تماسكي… وأعادني من صمتي… خاصة وقد قرأت تدوينة رجل أعمال من خارج صفاقس يصف المرحوم اليوم بأرقى وأكبر الأوصاف …
متناسيا أنه إستقوى عليه قبل الثورة بنفوذه وسلطته وقربه من العائلة الحاكمة … وتحالف ضده معهم لتدميره وإسكاته وإخماد إشعاعه … ونجا المرحوم من مؤامرات هذا المتغطرس بصعوبة … وإنسحب من الترشح
لرئاسة إتحاد الصناعة والتجارة بصفاقس تحت الضغط والتهديد … وتأمروا عليه بالدسائس والمكائد والتقارير والوشايات … واليوم يكتبون عنه بوقاحة ودون ندم ولا إعتراف ولا إعتذار قبل وفاته …!!!
رجل أعمال آخر ينتمي إلى صفاقس … لم يكن يتحمل محبة الصفاقسية للمرحوم … ولم يكن يطيق إشعاعه وشعبيته المتزايدة …
فإستغل قربه من العائلة الحاكمة وقتها ليحارب منصف خماخم… وكان مستعدا لهدم النادي الصفاقسي على رأسه … وعانى منه المرحوم كثيرا رغم أنه كان يدفع للنادي المليارات حتى كاد يفلس في سبيله… لقد كانت شعبيته تخيفهم وسمعته تصغر حجمهم وإشعاعه يطفئ حضورهم…!!!
المرحوم منصف خماخم تعرض إلى الكثير من التجريح
والتشويه والجحود… خاصة وهو في أضعف حالاته صحيا وماديا… بعد أن أنفق ماله وأنهك صحته وأعصابه في سبيل فريقه النادي الصفاقسي … ولأنه حساس ومرهف الشعور فقد دمر ذلك صحته … خاصة وهو يقاوم غضبه وألمه وإحباطه بالتدخين … فقد كان يحترق بالسجائر التي يهرب إليها من خيبات الأمل ومن وجع طعنات الغدر والجحود… وطبيبه أكد في تصريح إذاعي أن الستراس
ساهمت في تفاقم أمراضه وتدهور صحته…!!!
والمفروض أن الذين جرحوه وحاربوه وغدروه وتنكروا له يصمتون الآن إذا كانوا عاجزين عن الإعتراف والإعتذار والندم… فلا يمكن تحمل وقاحتهم… وأحدهم أيضا رغم
تصريحاته السابقة التي تثبت تحامله وتجنيه على
المرحوم… ورغم محاربته له بأقذر الوسائل ومنها التجريح
والتشكيك والتشويه… بأمر من أسياده ومؤجريه… اليوم
تكلم وسمى كل ذلك بوقاحة مجرد خلاف وإختلاف في
وجهات النظر… وإدعي أنه كان يحب المرحوم… من أين تأتي
بالوقاحة كلها !؟؟؟
ربما كتبت ذلك وجثمان المرحوم مسجى وحرمة الموت تتطلب الصمت … ولكن الله غالب النفاق يستفزني … وينطقني….