الديوان الوطني للزيت يُعلن عن بدء بيع زيت الزيتون المدعم للموسم الجديد

الديوان الوطني للزيت يُعلن عن بدء بيع زيت الزيتون المدعم للموسم الجديد

في الموسم الفلاحي الحالي، تتجه تونس إلى تسجيل واحد من أفضل مواسمها في إنتاج زيت الزيتون، وسط مؤشرات رسمية تؤكد بلوغ أرقام غير مسبوقة تضع البلاد في موقع متقدم عالميًا.

ووفق التقديرات الأولية، من المنتظر أن يتراوح حجم الإنتاج بين 400 و500 ألف طن، وهو ما يمثل قفزة كبيرة مقارنة بالموسم الفارط الذي لم يتجاوز فيه الإنتاج 220 ألف طن فقط.

هذا التطور النوعي يعيد تونس إلى المرتبة الثانية عالميًا بعد إسبانيا، ويعكس تحسن الظروف المناخية نسبيًا وعودة نسق الإنتاج إلى مستوياته الطبيعية بعد سنوات من التراجع.

هذا الارتفاع الملحوظ في حجم الإنتاج كان له انعكاس مباشر على السوق الداخلية، حيث أدت وفرة العرض إلى تراجع الأسعار، خاصة في ظل توجيه جزء هام من المحصول لتلبية حاجيات الاستهلاك المحلي.

وتشير المعطيات إلى أن الاستهلاك الداخلي من زيت الزيتون المدعوم يناهز حاليًا 7.5 مليون لتر، وهو ما يمثل عنصرًا أساسيًا في معادلة التوازن بين الإنتاج والتسويق.

وفي هذا الإطار، أعلن وزيرا الفلاحة والتجارة عن انطلاق الديوان الوطني للزيت في تنفيذ برنامج خاص يهدف إلى تشجيع استهلاك زيت الزيتون المعلّب داخل السوق التونسية. ويأتي هذا البرنامج في سياق خطة أوسع لامتصاص فائض الإنتاج وتفادي الضغط المفرط على الأسعار، بما يضمن حماية مصالح الفلاحين وأصحاب المعاصر. كما شرع الديوان في اقتناء كميات من الزيت مباشرة من المعاصر والمنتجين، في خطوة تهدف إلى لعب دور تعديلي في السوق والحد من الممارسات الاحتكارية أو المضاربات التي قد تظهر في موسم استثنائي من حيث وفرة الإنتاج.

من جانبهم، عبّر أصحاب المعاصر عن قلقهم من الارتفاع المتواصل في مخزون زيت الزيتون، معتبرين أن هذا الوضع أصبح يشكل تحديًا حقيقيًا لقدرة وحدات التحويل على مواصلة النشاط في ظروف طبيعية. وأشاروا إلى أن تزايد المخزونات، بالتزامن مع دخول الموسم ذروته خلال الأسابيع القادمة، قد يؤدي إلى صعوبات لوجستية في التخزين والتحويل، ما يستوجب حلولًا عاجلة لضمان انسيابية الإنتاج والتسويق.

وعلى مستوى الأسعار، أفادت مصادر من الديوان الوطني للزيت بأن سعر اللتر الواحد من زيت الزيتون البكر الممتاز المدعوم سيتم تثبيته حاليًا بين 10 وأقل من 12 دينارًا داخل المساحات التجارية الكبرى. ومع تقدم موسم الجني وارتفاع الكميات المخصصة للدعم، من المتوقع أن يشهد السعر مزيدًا من التراجع، وقد ينخفض إلى أقل من 10 دنانير للتر. أما في السوق الحرة، فتشير التقديرات إلى أن الأسعار ستبقى في حدود سقف أقصاه 12 دينارًا خلال الفترة المقبلة.

ولا يقتصر هذا التراجع على السوق المحلية فقط، إذ تشهد الأسواق العالمية بدورها انخفاضًا ملحوظًا في أسعار زيت الزيتون مع انطلاق موسم 2025/2026، مقارنة بالسنوات الممتدة بين 2022 و2024 التي عرفت مستويات قياسية بسبب الجفاف وتراجع الإنتاج في عدد من الدول المنتجة. ويعود هذا الانخفاض أساسًا إلى تحسن الإنتاج العالمي، حيث تتوقع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أن يبلغ الإنتاج حوالي 3.4 مليون طن، ما أدى إلى ارتفاع المخزونات العالمية وممارسة ضغط نزولي على الأسعار.

ويُنتظر أن يكون لهذا الموسم الاستثنائي تأثيرات اقتصادية هامة، سواء على مستوى السوق الداخلية أو على صعيد التصدير، في ظل سعي تونس إلى تعزيز موقعها كأحد أبرز المنتجين والمصدرين لزيت الزيتون عالميًا.

Exit mobile version