القبض على شاب يسرق السيارات في تونس بتقنيات متطورة
تمكنت أعوان وإطارات فرقة الشرطة العدلية بالمنزه، بالتنسيق مع مركز الأمن الوطني بالمنارات، من الإطاحة بشاب يُشتبه في تورطه في تنفيذ سلسلة من السرقات من داخل سيارات باستعمال تقنيات متطورة تعتمد على التشويش على أنظمة التحكم الإلكترونية، في حادثة أثارت قلقًا واسعًا في صفوف المواطنين خلال الفترة الأخيرة.
وتعود تفاصيل القضية إلى تلقي أعوان مركز الأمن الوطني بالمنارات عدّة شكايات من متضررين أفادوا بتعرض سياراتهم للسرقة من الداخل، دون تسجيل أي آثار خلع أو كسر للأبواب أو تهشيم للبلور، وهو ما زاد من غموض طريقة التنفيذ وأثار الشبهات حول استعمال وسائل تكنولوجية متقدمة. وأكد أصحاب السيارات أن السرقات طالت أغراضًا شخصية قيّمة، من بينها محافظ، هواتف جوالة، ووثائق خاصة، رغم أن السيارات كانت مغلقة بإحكام.
وأمام تكرار هذه الشكايات، كثّفت وحدات الأمن تحرياتها الميدانية والفنية، حيث تم تحليل توقيت ومكان السرقات، ما مكّن من رصد سيارة يُشتبه في تواجدها المتكرر بالقرب من مواقع وقوع الجرائم. وبعد عمل استعلاماتي دقيق، تم تحديد هوية صاحب السيارة المشتبه بها ومتابعة تحركاته.
وبتنفيذ عملية مداهمة محكمة، نجحت الوحدات الأمنية في إيقاف المعني بالأمر، حيث أسفرت عملية التفتيش عن حجز معدات متطورة تُستعمل في التشويش على أنظمة الغلق والتحكم عن بعد للسيارات، إلى جانب أجهزة تقنية أخرى، وبطاقات بنكية، وحواسيب محمولة مجهولة المصدر، إضافة إلى أغراض مختلفة يُشتبه في كونها متأتية من عمليات سرقة.
وباستشارة النيابة العمومية، أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه على ذمة البحث، في انتظار استكمال الأبحاث للكشف عن بقية ملابسات القضية، وتحديد ما إذا كان المشتبه به ينشط بمفرده أو ضمن شبكة منظمة مختصة في هذا النوع من الجرائم، فضلاً عن حصر عدد المتضررين واسترجاع المسروقات إن أمكن.
وتندرج هذه العملية الأمنية في إطار المجهودات المتواصلة التي تبذلها الوحدات المختصة لمكافحة الجرائم المستحدثة، خاصة تلك التي تعتمد على وسائل تكنولوجية حديثة، كما تؤكد حرص المصالح الأمنية على حماية ممتلكات المواطنين والتصدي لكل أشكال الجريمة مهما تطورت أساليبها.
