بأمر من قيس سعيّد قرارات كبرى ستصدر قريبًا وتطال قيادات من اتحاد الشغل
بعد الإضراب العام الذي نفّذه الاتحاد العام التونسي للشغل في ولاية قابس، عاد الجدل السياسي والاجتماعي إلى الواجهة من جديد، بعد منشور أثار تفاعلاً واسعاً للناشط السياسي رياض جراد، المعروف بقربه من قصر قرطاج، والذي وجّهه بشكل مباشر إلى قيادات الصف الأول في الاتحاد، وعلى رأسهم الأمين العام نور الدين الطبوبي.
رياض جراد نشر على صفحته الرسمية صورتين، الأولى للطبوبي، والثانية تجمعه بالنقابي لسعد اليعقوبي، الموقوف حالياً في قضية فساد تتعلّق بالبطاطا، وأرفقهما برسالة مطوّلة وجّه من خلالها انتقادات حادّة لما اعتبره تجاوزات داخل بعض هياكل الاتحاد.
وقال جراد إنّ اليعقوبي يمثّل “خير دليل على الذين يضاربون في قوت الشعب ويدّعون نظافة اليد والثورية”، مؤكداً أنّ ما يجري داخل بعض الهياكل النقابية يتناقض مع المبادئ التي تأسّس عليها العمل النقابي الوطني.
وأشار إلى أنّ النقابيين الأوائل، وعلى رأسهم محمد علي الحامي، كانوا يعقدون اجتماعاتهم وسط الناس وفي الأحياء الشعبية، بينما أصبح من جاء بعدهم يعقد اجتماعاته في النزل الفاخرة ذات الأربع والخمس نجوم، تحت غطاء الدفاع عن حقوق الشغّالين.
وأضاف جراد أنّ الشعب أصبح يدرك ما يجري ويعرف طبيعة المصاريف المسجّلة تحت عناوين “نفقات متنوعة”، معتبراً أنّ تلك الفواتير تخفي في الواقع “مآدب فاخرة ومصالح شخصية بعيدة عن هموم العمّال”.
كما شدّد على أنّ الشعب “سيواجه بكل ثبات المناورات التي تستهدف الوطن”، داعياً إلى محاسبة من وصفهم بـ“الفاسدين والمفسدين والخونة الذين باعوا ضمائرهم للأجنبي وتلقّوا أموالاً مشبوهة لتحقيق أهداف مشبوهة”.
واختتم جراد رسالته بعبارة أثارت كثيراً من التساؤلات:
“الشعب قرّر العبور، وسيعبُر، وسيواصل، وسينتصر، ولا بديل عن ذلك. وإن غداً لناظره لقريب قريب.”
هذه العبارة التي جاءت بنبرة قوية وغامضة، اعتبرها عدد من المراقبين مؤشراً على أنّ المرحلة القادمة قد تشهد تحوّلات حاسمة في المشهد السياسي والاجتماعي في تونس، خاصّة في ظلّ تزايد التوتّر بين الحكومة والمنظمة الشغيلة خلال الفترة الأخيرة
