بعد رحلة من زغوان إلى منزل تميم: وف..اة شقيقين على شاطئ البحر (فيديو)

بعد رحلة من زغوان إلى منزل تميم: وف..اة شقيقين على شاطئ البحر (فيديو)

ليلة صيفية كان يُفترض أن تكون عادية، تحوّلت في لحظات إلى مأساة حزينة ستظل عالقة في ذاكرة مدينة منزل تميم من ولاية نابل. فقد اهتزّت المنطقة على وقع فاجعة أليمة تمثّلت في رحيل شقيقين يافعين، لم تتجاوز أحلامهما عتبة المراهقة بعد، لكن البحر قرّر أن يخطفهما فجأة من بين أهلهما وأصدقائهما.

الواقعة المؤلمة جدّت بشاطئ وادي عمار، حيث كان رسلان البالغ من العمر 16 سنة، ورائد البالغ من العمر 17 سنة، يلهوان على الشاطئ كغيرهما من أبناء جيلهما، دون أن يدروا أن التيارات البحرية كانت تُخبّئ لهما مصيرًا مفجعًا. في لحظة قصيرة، جرفتهما الأمواج إلى عمق البحر، ليختفيا أمام أنظار من كان قريبًا منهما، وسط عجز تام عن إنقاذهما.

حاول بعض الحاضرين التدخّل، لكن شدّة التيار وقوة الأمواج جعلت الأمر مستحيلًا. ومع انتشار الخبر في محيط الشاطئ، سادت حالة من الارتباك والهلع، فيما سارع أعوان الحرس البحري التابعون للمنطقة البحرية بقليبية إلى مباشرة عمليات البحث. استمرّت الجهود ساعات طويلة، في الليل والنهار، باستخدام كل الوسائل الممكنة، إلى أن تمّ انتشال جثمانيهما من أعماق البحر، في مشهد صادم وموجع لكل من تابع تفاصيله.

الألم لم يقتصر على العائلة فقط، بل امتدّ إلى كامل منطقة سوغاس من ولاية زغوان، مسقط رأس الشقيقين. هناك، عمّ الحزن الشديد بين الأهل والجيران والأصدقاء، خاصة أنّ رسلان ورائد كانا معروفين بين زملائهما في الدراسة بصفاتهما الطيبة وروحهما المرحة وطموحهما الكبير. رحيلهما المفاجئ لم يكن مجرّد حادث عابر، بل صدمة كسرت قلوبًا كثيرة كانت تتمنّى لهما مستقبلًا مشرقًا.

هذه الفاجعة، مثل غيرها من الحوادث المشابهة، أعادت إلى الواجهة مسألة السباحة في الشواطئ غير المحروسة، حيث يشكّل غياب الرقابة عامل خطر مضاعف على حياة المصطافين، خصوصًا في فترات هيجان البحر وظهور التيارات البحرية القوية. ورغم التحذيرات المتكرّرة من السلطات والمختصين، ما زال العديد من الشبان يتهاونون أمام خطورة البحر الذي يبدو هادئًا من الخارج، لكنه يخفي في أعماقه مخاطر قد تكون قاتلة.

اليوم، تبكي زغوان ابنيها، وتعيش منزل تميم على وقع حزن ثقيل. أما البحر، فقد ظلّ صامتًا، وكأنه يخبّئ أسرارًا لا يكشفها إلا حين يفاجئ الجميع بمثل هذه النهايات الموجعة. رحيل رسلان ورائد ليس فقط قصّة فقدان، بل هو جرس إنذار جديد للجميع بأن الحياة قد تنقلب في لحظة، وأن الحذر أمام البحر ضرورة لا يمكن التهاون فيها.

الفيديو:

Exit mobile version