تنبأ بعملية الاغتيال : الحسيني يكشف معلومات خطيرة عن ‘البيع والشراء’ والخطوات القادمة
خرج محمد علي الحسيني الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي، بتصريحات مثيرة بعد أن توقّع منذ يوم الخميس الفارط اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، معتبرا أن إيران بكل بساطة ‘باعت’ نصر الله لأمريكا واسرائيل بعد أن ‘باعت’ أيضا اسماعيل هنية…
الحسيني الذي أطلق عليه “صاحب النبوءة” توقّع أيضا “أرضا محروقة بين حزب الله وجزء من سوريا مع الكيان الصهيوني التي سيجتاح لبنان برّا في الأيام القادمة”، وأوضح أنّ حسن نصر الله كان موضع استهداف مباشر وتم إرسال معلومات محددة لجهة دولية بمكانه وكل تحركاته بالتفصيل هو وكل القيادات الأخرى التي تم استهدافها.
إيران قدّمت نصرالله وهنية قرابين
الحسيني قال في حوار لقناة العربيّة “أكدت أن إيران صنعت حزب الله وجعلت منه قوة في المنطقة وكانت تستعمله في اليمن والعراق وسوريا ولبنان ودول الخليج.. لكن اليوم تدرك طهران انها مستهدفة مباشرة ويتوجب عليها تقديم قرابين.. هي لم تقدم حسن نصر الله فقط قربانا بل قدّمت أيضا قاسم سليماني وإسماعيل هنيّة.. النظام الإيراني يبحث عن مصلحته وهو من قدّم المعلومات عن مكان تواجد حسن نصر الله للإدارة الأمريكية”.
إيران قدّمت رأس نصر الله
وتابع عقب اغتيال حسن نصر الله “أنّ إيران تركت زعيم حزب الله فريسة وقدّمت إحداثياته من خطّ الطول والعرض والزمان والمكان.. لقد كانت المعلومة جاهزة وخرجت من طهران والاستهداف كان مباشرا دون أي خطأ.. إيران قدّمت رأس حسن نصر الله وكنتُ قد كشفت كلّ هذا قبل حدوث العملية”.
همّ واحد لإيران
كما قال “همُّ إيران واحد هو مشروعها النووي وأن تعلن عن نفسها دولة نووية لهذا هي تخترع مليون حسن نصرالله ومليون حزب الله.. بالنسبة لها النظام أهمّ من الدين والأشخاص هم يعملون بمنطق تحقيق الغاية والوسيلة غير مهمة”.
واستدرك علي الحسيني “أنّه رغم القرابين التي قدّمتها طهران تم اتخاذ قرار ضربها وجيش الاحتلال الاسرائيلي سيهاجم كلّ مواقعها النووية حتما.. القرار اتخذ وعلى طهران أن تعدّ العدّة وتستعد وأن تستوعب الضربة لكن عليها أن تعلم أن العبث في المنطقة غير مسموح”.
وتابع “طهران دعمت وحرّضت هاشم صفي الدين الذي سُينصب أميناً عاماً جديداً للحزب خلفا لحسن نصر الله وأعطته الأوامر من جديد وهناك صواريخ ومسيّرات ستطلق في اتجاه الداخل الإسرائيلي بمجرد تشييع جثمان “الزعيم” بتعلّة أنه الانتقام الكبير لكن على إيران أن تتحمل مسؤولية تبعات ذلك لأنها من حرّضت وسلحت ووجهت وأمرت والردّ الإسرائيلي لن يكون على لبنان بل على مفاعلها النووي”.
الحسيني: نصحتك مرارا وتكرارا..
الحسيني الذي كان الصديق المقرّب لحسن نصر الله نشر تغريدة على حسابه على منصة “أكس” رثاه من خلالها، وكتب “بدأنا معا وسرنا معا وحررنا الجنوب معا وانتصرنا معا ولكن فرقنا الولاء، بقيت أنا مع العروبة والأمة، في الحضن العربي الوفي ومع الأمان قرب الأشقاء العرب ومع اليقين الوفاء العربي وأنت ذهبت بعد التحرير إلى الحضن الإيراني، ومنحتهم الولاء المطلق والطاعة العمياء ووضعت نفسك بخدمتهم وما قصرت، فتخلوا عنك وتاجروا فيك، في وقت يحتضنني العرب جريا على عادتهم في المروءة والوفاء”.
وأضاف “نصحتك مرارا وتكرارا وقلت لك انتبه، كي لا تقول لاحقا لو كنت أعلم وحذرتك مما سيأتي عليك وعلى اللبنانيين من تدمير وتهلكة، وقلت اللهم إني بلغت فقد كان واجبي الشرعي أن احذرك وانبهك وقلت لك يمكن التوبة والعودة.. هذا درس لكل من تخلى عن وطنه وعروبته وأمته لمصلحة أمة أخرى، ودرس لكل من أخطأ في الولاء لغير أهله وأشقائه”.
إيران ضحّت بالجميع من أجل مصالحها النووية
وكان محمد علي الحسيني قد أثار الجدل بشكل واسع خلال ظهوره على شاشة قناة العربية وتحذيره لزعيم حزب الله يوما قبل اغتياله متوقعا استهدافه.
ودعا الحسيني نصرالله إلى كتابة وصيته قبل فوات الأوان، قائلا “اجمع شملك وأعهد عهدك واكتب وصيتك”.
واعتبر أمين عام المجلس الإسلامي العربي محمد علي أن إيران ضحّت بحسن نصرالله مقابل السماح بإعلان نفسها دولة نووية، متابعا “طهران تخلت عن قادة حماس وحزب الله و الحشد الشعبي.. وقريبا ستفعل نفس الشيء مع الحوثيين.
وأكّد أنّه سيتمّ استهداف أيّ شخص سيخلف نصرالله على رأس حزب الله، مشيرا إلى أن إيران سربت معلومات جميع قادة الحزب وهم في حالة كشف أمني، وختم قوله “إيران باعت حزب الله في لبنان والعديد من القادة لكنها لن تسلم من الاستهداف الصهيوني لمنشآتها النووية”.
من هو محمد علي الحسيني؟
محمد علي الحسيني هو رجل دين وباحث ومحاضر إسلامي لبناني يحمل الجنسية السعودية يشغل حاليا الأمين العام للمجلس العربي الإسلامي في لبنان.
ألّف الحسيني أكثر من 70 كتاباً، ويتميز بمواقفه الفكرية والسياسية الداعية إلى الوحدة ورفض الفتن والطائفية، من أبرز مؤلفاته “نحو إسلام معتدل” و”خطورة الصراعات الطائفية وسبل مواجهتها”.
تحصّل الحسيني على الجنسية السعودية بموجب أمر ملكي في نوفمبر 2021.
ويُعد المفكر اللبناني الشيعي أحد الشخصيات الدينية المعتدلة في لبنان، حيث يدعو باستمرار إلى اتباع نهج الوسطية ويؤكد على أهمية عدم تسييس شيعة لبنان أو ربطهم بأي أحزاب سياسية.