سيناريو سنة 1992 سيتكرر في تونس: خبير في المناخ والطقس يكشف التفاصيل
شهدت تونس خلال الساعات الأخيرة تغيرًا مناخيًا حادًا ومفاجئًا لفت انتباه المختصين والمواطنين على حدّ سواء، حيث أكد الخبير في التنمية والموارد المائية، حسين الرحيلي، أن البلاد تعيش ما يسميه بـ”الدورة المناخية التونسية”، وهي ظاهرة نادرة لم تمرّ بها تونس منذ 33 سنة,
أي منذ سنة 1992. هذا التحوّل السريع جاء بعد شهر أكتوبر الذي وصف بأنه الأكثر حرارة على مستوى العالم منذ أكثر من نصف قرن، ما يعكس حجم التقلبات المناخية غير المسبوقة.
وبين الرحيلي أن درجات الحرارة شهدت هبوطا فوريًا وصادمًا، إذ انتقلت يوم 26 أكتوبر 2025 من مستوى 37 درجة إلى مستويات قريبة من الصفر، بل وصلت إلى ما بين صفر و 3 درجات فقط خلال أقل من 48 ساعة، وهو فرق حراري غير معتاد كشف حجم الاضطرابات الجوية التي تعرفها المنطقة.
وأوضح أن هذا المنحى سيتواصل خلال الأيام القادمة، حيث ستستمر درجات الحرارة في التراجع انطلاقًا من اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر وإلى غاية يوم الجمعة 28 نوفمبر، مع مؤشرات قوية على إمكانية تسجيل كميات هامة من التساقطات في عدد من الجهات.
وفي ما يتعلق بوضعية السدود في ظل هذه التقلبات أوضح الرحيلي أنّ المعطيات الرسمية المتعلقة بالمخزون المائي تم حجبها منذ 10 أكتوبر 2025 رغم أهميتها للمتخصصين وللرأي العام، إلا أن التقديرات المتاحة تشير إلى أن نسبة امتلاء السدود تتراوح حاليا بين 24.5 %25.
واعتبر الرحيلي أن هذه النسبة أفضل من الفترة نفسها من السنة الماضية التي لم تتجاوز %19.6%، أي بفارق يناهز 132 مليون متر مكعب. كما توقع أن تكون الإيرادات القادمة محترمة، حيث قد تتراوح بين 15 و 20 مليون متر مكعب، وهو ما من شأنه تخفيف حدة العجز المائي.
واختتم الخبير ملاحظاته بالتأكيد على ضرورة التعامل بجدية مع التحولات المناخية المستمرة، سواء على مستوى التخطيط أو إدارة الموارد، لأن تونس تدخل مرحلة مناخية جديدة تحتاج إلى استعدادات أكبر وفهم أعمق لطبيعة هذه التغيرات.
