ما قصّة علَم الثأر الأحمر الذي رفعته إيران اليوم؟
رفعت اليوم الأربعاء إيران علما أحمرا يسمى “علم الثأر” على قبة أحد المساجد في مدينة قم وهي العاصمة الدينية، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها.
وفي مقطع فيديو متداول، ظهر شخص يرفع العلم فوق قبة مسجد جمكران في مدينة قم الإيرانية، وهو نفس العلم الذي رفع عند مقتل قاسم سليماني.
ويعتبر رفع علم الثأر في التراث الإيراني بمثابة “إعلان حالة حرب” وفي الثقافة الإيرانية، ترفعت الجهات القائمة على جامع جمكران الشهير في مدينة قم جنوب العاصمة طهران “راية الانتقام الحمراء” فوق قبته الزرقاء، طلباً للثأر، وهو ما يرمز إلى واجب الانتقام.
ويعد الأحمر أحد ألوان الهوية الوطنية الإيرانية، ويرمز إلى القوة في القتال والشجاعة، وهو أحد ألوان العلم الإيراني، تحت اللونين: الأخضر الدال على الإسلام، والأبيض الذي يرمز إلى السلام.
وفي الثقافة الإيرانية القديمة، كانت ترفع الأعلام الحمراء فوق منازل أصحاب الدم، ولا تنزل إلا بعد الأخذ بالثأر، وخلال السنوات الماضية رفعت الرايات الحمراء في مسيرات تشييع رموز مقتولين “ظلماً” وفوق قباب المساجد والعتبات، إشارة إلى الحزن الوطني وواجب الانتقام.
ورغم أن السلطات دأبت -خلال السنوات الماضية- على رفع الراية المكتوب عليها “يا لثارات الحسين” عقب العمليات “الإرهابية” التي استهدفت أمن البلاد، للدلالة على عزمها الانتقام، لكن الخطوة الأخيرة قوبلت بتفاعل واسع لدى مشيعي الضحايا الذين هتفوا للانتقام من منفذي التفجيرين.
ويقرأ الباحث السياسي حسن هاني زاده مشهد التهديدات الرسمية والمطالبات الشعبية بالانتقام، بأنه “إنذار ثأر لا بد منه” مضيفا أن بلاده “سبق ونفذت عمليات عسكرية خلال السنوات القليلة الماضية ضد أهداف خارج الحدود، انتقاما لزعزعة أمنها الوطني، والقصاص ممن تسببوا في إراقة دماء الإيرانيين”.
وتجدر الإشارة إلى أنّه تم اغتيال هنية في هجوم بصاروخ موجه في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، استهدف مقر إقامته في طهران التي كان يزورها لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.