محرز الغنوشي: فيضانات وأمطار غزيرة في الطريق بعد الغليان البحري

محرز الغنوشي: فيضانات وأمطار غزيرة في الطريق بعد الغليان البحري

– كشف المهندس في الرصد الجوي محرز الغنوشي عن مؤشرات مناخية مقلقة سجلتها الأقمار الصناعية في نهاية شهر جويلية 2025، حيث شهد البحر الأبيض المتوسط ارتفاعاً استثنائياً في درجات حرارة سطحه، في ظاهرة من النادر حدوثها بهذه الحدة. وأشار الغنوشي إلى أن هذا الارتفاع ينذر بتقلبات مناخية خطيرة تمس مباشرة تونس وعدداً من الدول المطلة على المتوسط، في ظل موجة حر بحرية وصفها بـ”الساخنة بشكل غير طبيعي”.

ووفقاً للبيانات، فإن شرق المتوسط، وتحديدًا قبالة سواحل قبرص والبحر الأسود، سجل درجات حرارة قياسية وصلت إلى 29 و 30 درجة مئوية، بزيادة تترواحبين 4 و 5 درجات فوق المعدل الطبيعي. كما سجلت في شمال بحر إيجه باليونان درجات حرارة بين 28 و 29 درجة بانحراف يقدّر بين 2 و 3 درجات مقارنة بما هو معتاد.

في المقابل، ظلت المناطق الغربية من المتوسط كالسواحل الفرنسية والإسبانية، أكثر اعتدالاً، حيث تراوحت درجات حرارة سطح البحر بين 19 و 20 درجة مئوية، وذلك بفضل الرياح الشمالية الباردة المعروفة محليا بـ”الشرش”، والتي خففت مؤقتًا من تأثير الموجة الحرارية في تلك المناطق.

أما في تونس، فقد أكد الغنوشي أن البلاد تخضع لتأثير مباشر وواضح من هذه الموجة. فقد سجلت درجات حرارة بين 26 و 28 درجة مئوية في مناطق مثل بنزرت، خليج تونس، والساحل، بينما بلغت 30 درجة كاملة في خليج قابس. وبيّن أن هذه الأرقام تمثل انحرافا عن المعدلات الموسمية، حيث فاقت القيم الطبيعية ب1 إلى 2 درجة مئوية في أغلب المناطق
وبلغت 4 درجات كاملة في خليج قابس، ما يجعل الوضع بالغ الحساسية.

ولم يخف الغنوشي قلقه من التداعيات المحتملة لهذا الارتفاع الكبير، إذ يُتوقع أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى انخفاض مستويات الأوكسجين في المياه، ما قد يؤثر سلباً على الحياة البحرية والأسماك.

كما أن الظاهرة قد تساهم في تكاثر الطحالب، إلى جانب زيادة واضحة في نسبة الرطوبة بالجو، ما سيجعل الأجواء خانقة ومتعبة للسكان. والأخطر من ذلك، وفق الغنوشي، أن تسخين مياه البحر يعد عنصراً محفزاً لعدم الاستقرار الجوي، وهو ما قد يُفضي إلى أمطار غزيرة وعواصف عنيفة خلال فصل الخريف، ما يرفع من خطر حدوث فيضانات.

وفي ختام تصريحه، شدد الغنوشي على أن التغير المناخي لم يعد سيناريو نظريًا أو احتمالاً مستقبلياً.

بل أصبح واقعاً ملموساً نعيشه اليوم. والبحر، كما قال، يرسل إنذاراً جديداً ومقلقاً بضرورة التحرك واتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل فوات الأوان.

Exit mobile version