هذا ما حدث بين لطفي العبدلي وليلى بن علي وجها لوجه وما طلبته منه شخصيا
لطفي العبدلي عن كواليس لقاء جمعه بالسيدة ليلى الطرابلسي، زوجة الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وذلك خلال فترة سابقة من مسيرته الفنية.
وقد تطرق العبدلي إلى تفاصيل هذا اللقاء وما دار خلاله من حوار وتفاعل، مسلطًا الضوء على الظروف التي رافقت تقديمه لأحد عروضه المسرحية بطلب مباشر من السيدة ليلى الطرابلسي.
وأوضح العبدلي أن الدعوة التي تلقاها لتقديم عرضه جاءت بطلب شخصي، حيث رُغبت في أن يستمر هذا العرض لمدة عامين كاملين. ورغم أهمية الدعوة والمناسبة، أشار العبدلي إلى أنه رفض الحصول على أي مقابل مادي نظير العرض، سواء من السيدة ليلى الطرابلسي أو من الرئيس السابق زين العابدين بن علي، قائلاً:
“ما حبيتش ناخو فلوس من عندهم، قلت لهم تعالوا للمسرح”. وقد عبّر بذلك عن رغبته في الحفاظ على استقلاليته الفنية وحرية اختياراته دون أي تأثيرات خارجية.
وجرى العرض في فضاء خاص بمنطقة سيدي بوسعيد، بحضور ليلى الطرابلسي وعدد من مرافقيها. وبين العبدلي أن العرض شهد توقفًا طفيفًا نتيجة خلل تقني، ما جعله يلجأ إلى الارتجال، حيث أضاف بعض الإيحاءات الفنية التي وصفها بـ”الخفيفة والغير مباشرة” والتي كانت تحمل تلميحات مرحة.
وقد لاحظ أن السيدة ليلى الطرابلسي بدت في البداية محافظة على الجدية ولم تُظهر تفاعلًا، إلا أن أجواء العرض بدأت تتغير تدريجيًا، حتى أنه قال: “من بعد تسرحت ولات تضحك”، في إشارة إلى تجاوبها مع روح الدعابة التي طبع بها العرض.
وأكد العبدلي أن هذا اللقاء لم يكن له أي طابع سياسي، بل كان في إطار فني بحت، هدفه تقديم عمل مسرحي يعكس أسلوبه المعروف بالجمع بين النقد الاجتماعي والكوميديا. كما شدد على أن مواقفه المبدئية لم تتغير رغم الظروف والسياقات التي مر بها، وأنه يحرص دائمًا على أن تكون أعماله نابعة من قناعاته الشخصية.
ويُعرف لطفي العبدلي بأسلوبه المسرحي الخاص، الذي يمزج بين الفكاهة والرسائل الاجتماعية، ما جعله يحظى بجمهور واسع في تونس وخارجها. وقد أثار هذا التصريح تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره البعض شهادة على طبيعة الحياة الفنية خلال فترات سياسية مختلفة، فيما رأى آخرون أن العبدلي لطالما كان وفيًا لأسلوبه النقدي والفني.
تجدر الإشارة إلى أن الفنان لطفي العبدلي يواصل اليوم مشواره الفني بعروض جديدة يطرح من خلالها مواضيع معاصرة، مواصلًا تقديم أعماله برؤية فنية تعكس الواقع بأسلوب ساخر ومسؤول، بعيدًا عن أي تجاذبات سياسية.