هذا ما حصل لهارون الذيبي

هذا ما حصل لهارون الذيبي

تعيش عائلة الطفل هارون الذيبي وجعًا لا يمكن وصفه منذ اللحظة التي فقـ.ـدوا فيها فلذة كبدهم، وهو طفل لم يتجاوز الرابعة من عمره، ليرحل tragically على يد ابن عمته، في حادثة هزّت القصرين وتونس بأكملها. خلف هذا الحـ..ـدث المؤلم، تقف تفاصيل إنسانية قاسية ترويها والدته مروى ووالده خالد، اللذان عاشا صد.مة لا يتوقعها أيُّ أب أو أم.

كان يومًا عاديًا في منزل العائلة، يلعب هارون كعادته، يضحك ويملأ البيت بحيوية الأطفال. لم يتوقع والداه أن ذلك اليوم سيكون الأخير في حياته القصيرة. لحظات من الغفلة، أو ربما ثقة طبيعية في الأسرة، انتهت باختـ..ـفاء الطفل. ومع تصاعد المخاوف، بدأ البحث في كل مكان، بحثًا عن أي أثر قد يقود إليه.

لكنّ النهاية جاءت صادمة وقاسية أكثر مما يمكن تحمّله، إذ تم العثور على جثّة هارون بعد ساعات من الاختفاء، ليتضح لاحقًا أنّ الجاني هو أحد أفراد العائلة، شاب من أقرب الناس إليه، كان من المفترض أن يكون مصدر أمان لا مصدر خـ..ـطر.

صـ..ـدمة الأبوين… أم تبكي ووالد لا يصدّق

تروي مروى، أم هارون، تفاصيل الساعات الأولى بعد اختفاء ابنها بنبرة يغلب عليها الحزن. تصف تلك اللحظات بقولها إنها شعرت بأن شيئًا ليس على ما يرام منذ اللحظة التي غاب فيها عن نظرها، وأن قلب الأم كان يرسل إشارات خوف، لكنها لم تتوقع أبدًا أن الخـ..ـطر يأتي من داخل العائلة.

أما خالد، والد هارون، فيقول إن الصدمة كانت مضاعفة: فقدان طفله من جهة، واكتشاف أن المتسبب هو شخص تربطه بهم صلة دم من جهة أخرى. هذا الألم، كما يقول، ليس ألم الفقد فقط، بل ألـ..ـم الخيانة وجُرح الثقة الذي لن يلتئم بسهولة.

تفاصيل التحقيق… ومسار العدالة

تعاملت السلطات مع القضية بجدية كبيرة، إذ تم إيقاف المشتبه به وإحالته إلى التحقيق. أُجريت له اختبارات طبية ونفسية للتأكد من أهليته لتحمّل المسؤولية القانونية، قبل أن تُوجَّه إليه تهم القـ.ـ.تل العمد. وتواصل الجهات المختصة عملية تتبّع كل التفاصيل المتعلقة بالجـ..ـريمة، بهدف كشف الملابسات الكاملة وضمان محاكمة عادلة وشفافة.

ورغم تعقيدات الملف، يصرّ الوالدان على متابعة الإجراءات القضائية حتى النهاية، بحثًا عن العدالة لابنهما، وعن إغلاق صفحة الألم ولو جزئيًا.

الأثر الاجتماعي والنفسي للجر.يمة

هذه الحادثة لم تؤلم عائلة هارون فقط، بل أثّرت على المجتمع بأكمله. فقد أثارت جدلًا واسعًا حول دور الأسرة في حماية الأطفال، وحول مخاطر الثقة المطلقة داخل المحيط العائلي. كما أعادت طرح أسئلة عميقة حول العنف الأسري، والحدود التي يجب وضعها لحماية الصغار من الانتهاكات مهما كان مصدرها

وتأمل عائلة هارون أن تكون قصته درسًا للمجتمع: أن يكون الجميع أكثر وعيًا، وأن يتم تعزيز مراقبة الأطفال، وعدم التساهل مع أي إشارات خطر، حتى لو جاءت من شخص قريب.

خاتمة

قصة هارون الذيبي ليست مجرد حادثة مأساوية، بل جر.ح مفتوح في ذاكرة عائلة فقدت طفلها في سنّ البراءة. وهي دعوة إلى حماية الأطفال، وإلى عدم افتراض أن الأمان موجود دائمًا داخل الأسرة. وبين ألم الفقد ورغبة الوالدين في العدالة، تبقى ذكرى هارون حيّة، وتبقى قصته درسًا يدعو إلى اليقظة والتكاتف الإنساني.

Exit mobile version