وجه رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق سعيد شنقريحة، اليوم الثلاثاء، تحذيرات مشددة للجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر، ووصفه بـ”المتعطش للسلطة”، رداً على تحريك حفتر وحدات عسكرية تابعة له وتمركزها قبالة المعبر الحدودي البري ايسين من الجانب الليبي (تين الكوم من الجانب الجزائري)، وإعلانه غلق المعبر البري الذي يربط بين مدينتي جانت الجزائرية وغات الليبية، فيما يشبه ضغطا موجهاً للجزائر.
وقال شنقريحة، خلال لقائه قيادات المنطقة العسكرية الرابعة التي تشمل منطقة اليزي والدبداب الحدودية مع ليبيا، إن “الجزائر لا ولن تقبل أي تهديد أو وعيد، من أي طرف كان، كما أنها لن ترضخ لأية جهة مهما كانت قوتها، ومن هنا، فإننا نحذر أشد التحذير، هذه الأطراف وكل من تُسول له نفسه المريضة والمتعطشة للسلطة، من مغبة المساس بسمعة وأمن الجزائر وسلامتها الترابية”، ويقصد شنقريحة ” بالمتعطش للسلطة” الجنرال المتقاعد خليفة حفتر.
وحذر قائد الجيش الجزائري، حفتر من مغبة ارتكاب أي خطأ تجاه الجزائر، مشيراً إلى أن الجيش الجزائري على أهبة الاستعداد لتنفيذ رد قاس، وقال: “ليعلم هؤلاء أن الرد سيكون قاسياً وحاسماً، وأن الجزائر القوية بجيشها الباسل، وشعبها الثائر المكافح عبر العصور، والراسخة بتاريخها المجيد، هي أشرف من أن ينال منها بعض المعتوهين والمتهورين”.
وأشار إلى أن الجزائر ليست لها أية أطماع في ليبيا بعد تحقيق الاستقرار والأمن، مشدداً على أن الجزائر سعت وما زالت تسعى، انطلاقا من مكانتها كدولة محورية في المنطقة، إلى دعم جميع المبادرات الدولية، الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى دول الجوار.
وكان شنقريحة يتحدث في أعقاب إعلان قيادة القوات الموالية لحفتر، إغلاق المنطقة الحدودية الجنوبية بين ليبيا والجزائر على مستوى منطقة غات، وزعمت أنها أطلقت عملية لملاحقة شبكات تهريب المهاجرين والجريمة المنظمة.
وجاء توقيت إعلان المنطقة الحدودية عقب تصريحات أدلى بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قال فيها إن الجزائر كانت بصدد التدخل المباشر لمنع سقوط طرابلس باعتبارها خطا أحمر، ما جعل تحرك قوات حفتر يُفهم على أنه رد وتهديد للجزائر، وهو يعد الثاني من نوعه بعد تهديدات سابقة عام 2018، وعرقلة لتنفيذ تفاهمات تمت بين الحكومة الجزائرية وحكومة المجلس الرئاسي في ليبيا، بشأن فتح المعابر البرية لمرور السلع والبضائع الجزائرية وتكثيف التبادل التجاري بين البلدين.