ايقاف عدد من المشتبه بهم في تخريب محطة صفاقس
شهدت محطة القطار بمدينة صفاقس في الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس حالة من الفوضى والتخريب، بعد أن أقدم عدد من المسافرين على الاعتداء على تجهيزات المحطة فور نزولهم من القطار القادم من العاصمة والمتوجه نحو مدينة قابس.
وفي تصريح لموزاييك، أوضح هشام منيف، مدير منطقة الجنوب الشرقي بالشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية، أن الوحدات الأمنية تدخلت بسرعة لإيقاف مجموعة من المسافرين الذين وصفهم بـ”المخربين”، مشيرًا إلى أن الاعتداء شمل بهو المحطة وعددًا من المرافق العمومية والخاصّة.
كما أكد المتحدث أن التخريب لم يقتصر على الأضرار المادية فحسب، بل طال أيضًا بعض التجهيزات الحيوية للمحطة، من بينها كشك تمت سرقة محتوياته، وهو ما أثار استياء كبيرًا لدى العاملين بالمحطة ومرتاديها. وقد تمكنت الوحدات الأمنية من السيطرة على الوضع في وقت وجيز، وألقت القبض على عدد من المشتبه بهم، في حين تم تأمين انطلاق السفرة الموالية في اتجاه قابس على الساعة السادسة صباحًا دون تسجيل تعطيل في سير الرحلات.
من جانبها، شددت شركة السكك الحديدية – المعروفة شعبيًا باسم “الشمينو” – على تمسكها بحقها الكامل في التتبع القضائي ضد كل من يثبت تورطه في هذه الأعمال التخريبية. وأكدت أن مثل هذه الممارسات لا يمكن أن تمر دون محاسبة، خاصة وأنها تمس بمرفق عام حيوي يخدم آلاف المسافرين يوميًا.
وتأتي هذه الحادثة في وقت تسعى فيه الشركة إلى تحسين خدماتها وتعزيز ثقة الحرفاء، حيث كانت قد أعلنت مؤخرًا عن برامج إصلاح وصيانة لعدد من الخطوط. غير أن الاعتداءات المتكررة على القطارات والبنية التحتية للمحطات تبقى من أبرز الإشكاليات التي تعترض سير نشاطها وتكبدها خسائر مالية هامة.
ويرى مراقبون أن تواصل هذه السلوكيات يفرض ضرورة تشديد الإجراءات الأمنية في المحطات الكبرى، وتكثيف الحملات التوعوية لردع مثل هذه الأفعال التي تضر بالمصلحة العامة. كما دعا عدد من المسافرين عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى تسليط أقصى العقوبات على المتورطين، حتى يكونوا عبرة لغيرهم.
في انتظار ما ستكشفه التحقيقات الأمنية والقضائية في الأيام القادمة، تبقى محطة صفاقس شاهدة على حادثة جديدة تضاف إلى سلسلة الاعتداءات التي تستهدف المرافق العمومية، في مشهد يعكس تحديًا متواصلاً لسلطات الأمن والنظام العام.