مفاجأة من موقع روسي: الكرملين والبحرية الروسية وراء قصة العلم التونسي!

مفاجأة من موقع روسي: الكرملين والبحرية الروسية وراء قصة العلم التونسي!
كشف موقع aif.ru الروسي في تقرير نُشر مؤخرًا، أنّ الأسبوع الماضي صادف الذكرى السنوية لأقدم علم بين جميع أعلام الدول الإفريقية، وهو العلم التونسي. لكن المفاجأة، كما يقول التقرير، أنّ لروسيا علاقة مباشرة بتاريخ هذا العلم وبالظروف التي أدّت إلى ظهوره قبل نحو قرنين من الزمن.
تعود القصة إلى 20 أكتوبر 1827، حين خاض الأسطول المشترك لكلٍّ من الإمبراطورية الروسية وبريطانيا وفرنسا معركةً بحريةً كبيرة ضدّ الأسطول التركي–المصري في خليج نافارين باليونان.
انتهت المعركة بانتصار التحالف الأوروبي، وتدمير الأسطول العثماني بشكل شبه كامل، في واحدة من أهم المعارك البحرية في القرن التاسع عشر.
ويشير التقرير إلى أنّ هذه المعركة كانت أول اختبار حقيقي لعدد من الضباط الروس الشباب الذين أصبحوا لاحقًا من أبرز القادة في تاريخ البحرية الروسية، مثل بافل ناخيموف وفلاديمير كورنيلوف وفلاديمير إيستومين.
الصورة من موقع: Commons.wikimedia.org

لكن الأهم من ذلك هو تأثير نتائج المعركة خارج أوروبا، إذ وصل صداها إلى شمال إفريقيا، وخصوصًا إلى تونس.
فبعد الهزيمة الثقيلة التي مُني بها الأسطول العثماني، بدأ نفوذ الإمبراطورية العثمانية يتراجع بشكل ملحوظ في عدة مناطق، من بينها تونس، التي كانت آنذاك تحت الحماية العثمانية الاسمية.
ويرى التقرير أنّ ذلك الضعف فتح الباب أمام تونس لتتخذ خطوات أكثر استقلالية، سواء في قراراتها السياسية أو في رموزها الوطنية.
وفي العام نفسه، 1827، قرّر الباي حسين الثاني بن محمود اعتماد علم خاص بتونس، يحمل رموزًا إسلامية واضحة على خلفية حمراء، ليكون رمزًا مميزًا للدولة التونسية ولشعبها، ومعبّرًا عن هويتها المستقلة.
ومنذ ذلك التاريخ، أصبح هذا العلم هو الرمز الرسمي لتونس، مع بقاء تصميمه ثابتًا تقريبًا على مرّ السنوات، رغم إدخال بعض التعديلات الطفيفة عليه عبر الزمن لضبط الألوان والنسب بدقّة أكبر.
ويشير التقرير إلى أنّ العلم التونسي الحالي يُعتبر من الناحية التاريخية أقدم علم وطني في إفريقيا لا يزال قيد الاستخدام حتى اليوم، إذ مرّت 198 سنة على اعتماده الرسمي، دون أن يتغيّر جوهره أو رموزه الأساسية.
أما أقرب علم إفريقي منافس له من حيث القِدم، فهو علم ليبيريا، الذي تم اعتماده بعد نحو عشرين سنة من العلم التونسي.
وفي ختام تقريره، يوضّح الموقع الروسي أنّ أعلام الدول الإفريقية الحديثة تنقسم عادةً إلى فئتين رئيسيتين:
الأولى هي أعلام تحمل رموزًا إسلامية، مثل علم تونس وموريتانيا،
والثانية هي أعلام تعتمد ألوان الوحدة الإفريقية المكوّنة من الأخضر والأصفر والأحمر، مثل أعلام غانا والكاميرون وإثيوبيا.
كما يذكر الموقع مثالًا ملفتًا وهو علم موزمبيق، الذي يُعدّ من أكثر الأعلام تميّزًا في العالم، لأنه يجمع بين رموز التعليم والعمل والدفاع عن الاستقلال؛ إذ يحتوي على كتاب يرمز للعلم، ومعول يرمز للإنتاج والعمل، وبندقية كلاشنيكوف ترمز للنضال وحماية الحرية.
ويُختتم التقرير بالإشارة إلى أنّ العلم التونسي لم يكن مجرّد راية، بل أصبح رمزًا عميقًا للسيادة والاستقلال والهوية الوطنية، وهو اليوم من أقدم الأعلام في العالم التي ما تزال تُستخدم بشكل رسمي، ما يعكس استمرارية الدولة التونسية وتاريخها العريق الذي يمتدّ عبر قرون.





































