سينقل الإنسان إلى عالم آخر..ماذا يخبئ ”ميتا” للـ10أعوام المقبلة؟
غيَّرت شركة “فيسبوك” اسمها إلى “ميتا“” (Meta)، للتركيز على “ميتافيرس” (metaverse) الذي يعبِّر عن فكرة الواقع الافتراضي المشترك الذي يمكن الوصول إليه من قبل الأشخاص عبر الإنترنت، وباستخدام أجهزة مختلفة. وأعلنت الشركة فصل هويتها كشركة عن الشبكة الاجتماعية التي تحمل اسمها، مبتعدة بذلك عن المحتوى الضار، لتسليط الضوء بدلاً من ذلك على التحول إلى منصة حوسبة ناشئة تركز على الواقع الافتراضي.
في كلمة له خلال مؤتمر الشركة للواقع الافتراضي، والواقع المعزز الخميس، قال الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ، إنَّ الـ”ميتافيرس” هو ما وراء الحدود، مضيفاً: “من الآن فصاعداً، سنكون (ميتافيرس) أولاً، ولسنا (فيسبوك) أولاً“.
يعد تغيير الاسم، الإشارة الأكثر وضوحاً حتى الآن من الشركة، إلى نيتها برهن مستقبلها بمنصة الحوسبة الجديدة، الـ”ميتافيرس”، التي تعود فكرتها إلى كتابات و روايات الخيال العلمي. فبحسب رؤية شركة “ميتا”؛ فإنَّ الأشخاص سوف يتجمّعون ويتواصلون من خلال الدخول إلى بيئة – أو بيئات- افتراضية، سواء كانوا يتحدثون مع زملاء لهم في غرفة اجتماعات، أو يتسكعون مع أصدقائهم في أماكن نائية حول العالم.
لن يؤثر الاسم الجديد في كيفية استخدام الشركة للبيانات أو مشاركتها، كما لن يكون هناك أي تغيير في هيكل الشركة المؤسسي. وستحتفظ تطبيقات الشركة، بما في ذلك شبكتها الاجتماعية الرئيسية “فيسبوك”، و”إنستغرام”، و”واتساب”، بأسمائها ذاتها، في حين سيطال التغيير سهم الشركة الذي سيبدأ تداوله اعتباراً من الأول من ديسمبر، بالرمز الجديد(MVRS).
تأمل الشركة في الاستفادة من قاعدة مستخدمي الوسائط الاجتماعية الخاصة بها، التي تضم أكثر من 3 مليارات مستخدم، وتحويلهم إلى جمهور يتبنى تجارب رقمية غامرة من خلال الأجهزة التي تدعمها برامج الواقع الافتراضي والمعزز، وهو مجال تسعى إليه “ميتا” بقوة، بالإضافة إلى منافسيها.
قال زوكربيرغ: “في الوقت الحالي، ترتبط علامتنا التجارية ارتباطاً وثيقاً بمنتج واحد، وهذ المنتج لا يمكن أن يمثل كل ما نقوم به اليوم.. ناهيك عن المستقبل“.
كان اعتماد أدوات الواقع الافتراضي -مثل سماعة الرأس “أوكولوس” (Oculus)، متواضعاً حتى الآن، فقد انحصر استخدامها في الغالب في الألعاب والتطبيقات المتخصصة الأخرى. و برغم أنَّ تحقيق الرؤية الأوسع نطاقاً لـ”ميتافيرس” ما يزال بعيد المنال، إلا أنَّ “ميتا” كشفت الخميس عن عدد قليل من تحديثات المنتج، والتي تسعى إلى تعزيز هذا الهدف.
ارتفع سهم الشركة، التي تتخذ من مدينة مينلو بارك بولاية كاليفورنيا مقرَّاً لها، بنسبة 1.5% إلى 316.92 دولاراً في نهاية تعاملات نيويورك الخميس، علماً أنَّ السهم اليوم يعادل ثمانية أضعاف قيمته عند الطرح العام الأولي للشركة في العام 2012.
يأتي تغيير الاسم في أعقاب إفصاح “ميتا” يوم الإثنين، أنَّها ستبدأ اعتباراً من ربع السنة القادم، نشر النتائج المالية للقسم المعروف باسم “رياليتي لابس” (Reality Labs)، الذي يضم قسم أجهزة “أوكولوس”. تريد “ميتا” أن تفصل ما بين أعمالها الرئيسية في مجال الإعلانات الرقمية، واستثماراتها الجديدة في الواقع الافتراضي والواقع المعزز، بما يسمح للمستثمرين بالاطلاع على التكاليف والعائدات المرتبطة بهذه الجهود. وقالت الشركة أيضاً، إنَّ أرباحها التشغيلية ستنخفض بواقع 10 مليارات دولار هذا العام، نتيجة الاستثمارات في “رياليتي لابس“.