مقالات رأي

عدنان منصر يكتب : السيدة بودن في رئاسة الحكومة، أو حين يُراوِد الرئيس النخب

في نهاية الأمر، في العمق يعني، ماهو مغزى تعيين سيدة على رأس الحكومة؟ لا شيء فيما عدا إشارة ثقافية: التأكيد على أن الرئيس مؤمن بحقوق المرأة، ومساواتها مع الرجل.

هذه الإشارة هي بالدرجة الأولى رسالة للنخب التي يهاجمها الرئيس ليلا نهارا: كثير من هذه النخب الشكلانية سقطت في الفخ في ردود فعلها الأولى المنبهرة باختيار السيدة بودن: هناك في المحصلة بحث عن بناء تحالف ضمني مع الحداثيين يجعل الرئيس يقاتل على جبهة واحدة، جبهة النهضة وأصدقائها.

هناك نوع من القناعة بأن هذا التحالف مع النخب الحداثية يستطيع أن يجعل الرئيس يتجاوز المعارضة التي نشات داخل هذه النخب بعد قرارات 22 سبتمبر، ونوع من الرغبة في العودة للتحالف الضمني معها الذي ظهر يوم 25 جويلية.

هناك أخيرا قناعة بأن هذه النخب تستطيع المساعدة في إقناع الجهات الخارجية الضاغطة، بمنحه مزيدا من الوقت وكف شغبها عنه.

في المحصلة، هذا يعطي من جديد دورا لتلك النخب الواعية بحاجة الرئيس إليها. هذا يطمئنها نسبيا على موضوع “الحريات والحقوق”، ولكن ذلك لا يعدو، بالنسبة لأغلبها، إلا مجرد تبرير لترسيخها في دورها التقليدي.

ليست كل النخب مهتمة بالحريات ولا بالحقوق. الجزء الذي يعتبر هذه القضية “ماعون صنعة” كان دائما هنا، في ركاب كل سلطة، بغض النظر عن القناعات الديمقراطية لتلك السلطة. هذا الجزء لا يبحث سوى عن دور. الباقي لا يهمه كثيرا. إشارة اليوم كانت بالنسبة إليه واضحة بما يكفي.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

‎يُرجى السماح بعرض الإعلانات على موقعنا الإلكتروني ‎يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني
ن