أخبار وطنية

قيس سعيّد يوجّه أوامر فورية لوزير الداخلية

قيس سعيّد يوجّه أوامر فورية لوزير الداخلية

في لقاء هامّ عُقد مساء أمس بقصر قرطاج، جمع رئيس الجمهورية قيس سعيّد بوزير الداخلية خالد النوري ووزيرة المالية مشكاة سلامة الخالدي، أصدر رئيس الدولة تعليمات عاجلة ووجّه رسائل شديدة اللهجة إلى عدد من الأطراف التي وصفها بـ“المتجاوزة للقانون والمتلاعبة بمصالح التونسيين”.

الرئيس بدأ حديثه بالتأكيد على أنّ الوقت قد حان لإعادة الأمور إلى نصابها، وأنّ الدولة لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام ممارسات بعض الإدارات التي تُعقّد حياة الفلّاحين والمواطنين بإجراءات لا تستند إلى أيّ قانون. وقال بصراحة إنّ “تونس دولة قانون لا مجال فيها للعبث ولا للظلم”، مشيرًا إلى أنّ عدّة مناشير وتعليمات قديمة فُرضت دون وجه حقّ، وأصبحت عبئًا يرهق صغار الفلّاحين ويعطّل عملهم اليومي.

وأضاف رئيس الجمهورية أنّه من غير المقبول أن يُطلب من المواطن وثائق تعود إلى عشر سنوات مضت، أو يُجبر على دفع رسوم لا وجود لقانون يُلزم بها. واعتبر أنّ مثل هذه الممارسات ليست مجرد بيروقراطية، بل هي شكل من أشكال الفساد الذي يضرب الثقة بين المواطن والإدارة، وهي الثقة التي تحاول “جيوب الردّة واللوبيات”، على حدّ تعبيره، ضربها بكلّ الوسائل.

وأمر رئيس الدولة وزير الداخلية ووزيرة المالية باتّخاذ إجراءات فوريّة لإيقاف هذه التجاوزات، مؤكّدًا أنّ الدولة ستواصل حربها ضدّ كلّ من يستغلّ منصبه لتعطيل المرفق العام أو للتربّح غير المشروع. وأضاف قائلاً بحزم: “اللحظة الحاسمة اقتربت، ولن يُفلت أحد من المحاسبة مهما كان موقعه أو صفته.”

كما وجّه الرئيس تحذيرًا صريحًا إلى من وصفهم بـ“المُضاربين والمُحتكرين”، مشدّدًا على أنّ أجهزة الدولة ستتحرّك لحماية الفلّاحين وتأمينهم من جشع المتلاعبين بالأسعار، وأنّ “كلّ من يتلاعب بقوت التونسيين سيُحاسب دون تردّد”.

وخلال اللقاء، أشار رئيس الجمهورية إلى أنّ بعض الجهات “المعلومة” تسعى لتأجيج الأوضاع واستغلال الأزمات من أجل تحقيق مكاسب شخصية أو سياسية، متّهمًا “الأبواق المأجورة” بنشر الأكاذيب والمغالطات للرأي العام. وأوضح أنّ السياسة الحقيقية للدولة هي الوقوف إلى جانب صغار الفلّاحين ومرافقتهم في كلّ مراحل الإنتاج والتخزين والبيع، لا عرقلتهم.

وفي ختام حديثه، أكّد سعيّد أنّ المساءلة مستمرّة ولن تتوقّف، وأنّ الدولة ستفتح الطريق أمام الشباب الوطني النزيه للمشاركة في الإصلاح والبناء. وقال: “تونس لها رجالها ونساؤها الصادقون، والثورة لها شعب يحميها. فليعلم الجميع أنّ ساعة الحسم قادمة، ولن ينجو أحد ممّن خان الأمانة أو تلاعب بمصالح الشعب.”

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

‎يُرجى السماح بعرض الإعلانات على موقعنا الإلكتروني ‎يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني