البنزرتي يغلق الباب نهائيًا أمام عودة..

البنزرتي يغلق الباب نهائيًا أمام عودة..
عاد اسم حمدي العبيدي ليتداول في كواليس النادي الإفريقي خلال الساعات الأخيرة، بعد أن كشف مصدر مقرّب من اللاعب أنّ وكيل أعماله اقترح رسميًا عودته إلى فريق باب الجديد خلال الفترة القادمة، في ظل بحث اللاعب عن مشروع رياضي يضمن له الاستقرار والعودة إلى الواجهة. غير أنّ هذا المقترح قوبل بـرفض قاطع من المدرب فوزي البنزرتي، الذي حسم موقفه بشكل نهائي دون ترك أي مجال للتأويل أو النقاش.
وبحسب نفس المعطيات، فإنّ وكيل أعمال حمدي العبيدي تواصل مع بعض الأطراف داخل النادي الإفريقي، مقترحًا فكرة عودة اللاعب إلى الفريق الذي عرف معه بداياته وتألقه الأول، معتبرًا أنّ المرحلة الحالية قد تكون مناسبة لفتح صفحة جديدة بين الطرفين، خاصة في ظل حاجة الفريق إلى حلول إضافية على مستوى الخط الهجومي، وكثرة الانتقادات التي طالت مردود بعض العناصر خلال الفترة الأخيرة. كما أشار الوكيل إلى أنّ اللاعب مستعد لتقديم تنازلات مالية، واضعًا رغبته الرياضية في المقام الأول.
إلا أنّ ردّ فوزي البنزرتي جاء حاسمًا وواضحًا، حيث عبّر عن رفضه التام لعودة العبيدي، متمسكًا بقناعاته الفنية وخياراته التكتيكية. ووفق مصادر قريبة من الإطار الفني، فإنّ البنزرتي لا يرى في حمدي العبيدي الإضافة المطلوبة في الوقت الحالي، معتبرًا أنّ الفريق يحتاج إلى لاعبين بمواصفات مختلفة، سواء من حيث الجاهزية البدنية أو الانضباط التكتيكي، وهو ما جعله يغلق الملف نهائيًا دون الدخول في تفاصيل إضافية.
هذا القرار أعاد إلى الأذهان العلاقة المتقلّبة بين حمدي العبيدي والنادي الإفريقي، حيث سبق للاعب أن مرّ بتجارب متباينة مع الفريق، بين فترات تألق لافت وأخرى شهدت تراجعًا في المستوى، إضافة إلى بعض الإشكاليات التي أثّرت على استمراريته داخل المجموعة. ورغم أنّ جزءًا من جماهير الإفريقي لا يزال يحتفظ بذكريات إيجابية للاعب، إلا أنّ شقًا آخر يرى أنّ عودته لن تمثّل الحلّ المنتظر، خاصة في ظل السياسة الجديدة التي يطالب بها الأنصار، والمبنية على ضخ دماء جديدة والتعويل على عناصر أكثر استقرارًا.
من جهة أخرى، يعكس موقف فوزي البنزرتي النفوذ الكبير الذي يتمتع به داخل الفريق، حيث بات صاحب القرار الأول والأخير في ما يتعلّق بالاختيارات الفنية وانتدابات اللاعبين. هذا المعطى يُبرز أيضًا توجّه الإدارة نحو منح المدرب صلاحيات واسعة، تفاديًا لتكرار أخطاء سابقة شهدها النادي عندما فُرضت عليه انتدابات لم تكن منسجمة مع رؤيته الفنية.
وفي المقابل، يبقى مستقبل حمدي العبيدي مفتوحًا على عدة احتمالات، في ظل سعي وكيل أعماله لإيجاد وجهة جديدة تُمكّنه من استعادة بريقه وتأكيد إمكانياته. أما داخل أسوار النادي الإفريقي، فقد أُغلق الملف بشكل شبه نهائي، على الأقل في الوقت الراهن، في انتظار ما قد تحمله المتغيرات القادمة.
وفي انتظار توضيح رسمي من الأطراف المعنية، يبقى هذا القرار مادة دسمة للنقاش داخل الشارع الرياضي، بين من يؤيّد موقف البنزرتي حفاظًا على استقرار المجموعة، ومن يرى أنّ رفض عودة لاعب يعرف أجواء الفريق قد يكون فرصة ضائعة، في موسم لا يحتمل الكثير من الأخطاء.