أخبار وطنية

أوروبا : حرارة قياسية وتحذيرات من كارثة مناخية مرتقبة … و هذا ما سيحدث في تونس …

أوروبا : حرارة قياسية وتحذيرات من كارثة مناخية مرتقبة … و هذا ما سيحدث في تونس …

أوروبا تواجه موجة حر تاريخية وإيطاليا تدق ناقوس الخطر

تشهد القارة الأوروبية هذه الأيام موجة حر غير مسبوقة تُعدّ من بين الأقسى منذ عقود، مما دفع العديد من الدول، وعلى رأسها إيطاليا، إلى إعلان حالة التأهب القصوى، وسط قلق متزايد من تأثيراتها على الصحة العامة والحياة اليومية.

وفي التفاصيل، أفادت الهيئة الإيطالية للأرصاد الجوية بأن مدنًا كبرى، بما في ذلك المناطق الساحلية التي عادةً ما تتمتع بنوع من الاعتدال، سجّلت درجات حرارة مرتفعة تراوحت بين 36 و40 درجة مئوية، مع أجواء خانقة حتى خلال ساعات الليل. هذا الارتفاع تجاوز المعدلات الفصلية المعتادة لشهر جوان (يونيو) بأكثر من 6 درجات مئوية، ما أثار حالة من الارتباك لدى السكان وعرقل نمط الحياة المعتاد.

الذروة في عطلة نهاية الأسبوع: حرارة مرتفعة حتى على قمم الجبال

بحسب توقعات الأرصاد، فإن ذروة هذه الموجة الحارة يُرتقب أن تبلغ أوجها يوم السبت، مع بلوغ الضغط الجوي مستويات استثنائية وغير مألوفة تصل إلى ما يعادل 5300 متر فوق سطح البحر. وهو ما يترجم عمليًا إلى غياب شبه تام للبرودة، حتى على قمم الجبال. وفي واقعة نادرة لم تُسجل منذ عقود، من المنتظر أن لا تشهد قمة “مونتي بيانكو” – إحدى أعلى القمم في أوروبا – أي موجة صقيع ليلي.

 

 

تفسير علمي لظاهرة مقلقة

ويُرجع المختصون هذه الظاهرة إلى تمركز كتل هوائية شديدة السخونة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، ما يمنع تشكل السحب ويُضاعف من تأثير الإشعاع الشمسي المباشر، وهو ما يُسرّع في ارتفاع درجات الحرارة بشكل مفرط.

البحر الأبيض المتوسط يساهم في تفاقم الوضع

من جانبه، علّق المهندس بمحطة الرصد الجوي التونسية، محرز الغنوشي، قائلاً إن ما يحدث ليس فقط موجة حر برّية، بل تزامن أيضًا مع “موجة حر بحرية” ناتجة عن ارتفاع غير مسبوق في درجات حرارة مياه البحر الأبيض المتوسط.

وأوضح الغنوشي أن صور الأقمار الاصطناعية كشفت تجاوز بعض المناطق الساحلية للمعدلات المناخية الطبيعية بأكثر من 5 درجات مئوية، معتبراً هذا الأمر “مؤشراً مقلقاً”. كما أشار إلى أن فصل الصيف ما يزال في بدايته، وكل الاحتمالات تبقى واردة، متوقعاً خريفًا استثنائيًا من حيث الظواهر المناخية القصوى.

رسالة تحذير: التغير المناخي واقع نعيشه

واختتم الغنوشي تصريحه قائلاً: “لم يعد التغيّر المناخي مجرّد نظرية أو تحذير مستقبلي، بل أصبح حقيقة ملموسة نعيش تفاصيلها يومًا بيوم، وهي تؤثر بشكل مباشر على نمط حياتنا وصحتنا العامة. نسأل الله السلامة والأمان لشعوب المنطقة أمام هذه التحديات المناخية المتصاعدة.”

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

‎يُرجى السماح بعرض الإعلانات على موقعنا الإلكتروني ‎يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني